كيف تستعيد زوجتك؟

كيف تستعيد زوجتك؟

إذا شعرت أن الحب قد بدأ يتسرب منكما، أو أن الملل قد بدأ يدب في قلبيكما، أو أن شروخاً من عدم التفاهم قد أصابت علاقتكما، أو أن جسور الثقة قد انهارت بينكما، أو أن زهرة الحب قد ذبلت، وجذوة الأشواق قد انطفأت، والحضن الدافئ قد برد، والبسمات الحلوة قد ذهبت، وغصون الشجرة قد جفت، والكلمة الحلوة قد هربت، إذا شعرت بكل ذلك أو ببعض منه، فلا تتسرع في الاتهام ولا تلقي باللوم وتذهب بالشكوى في كل الاتجاهات.

لا تُسِئ إلى أعزّ الأحباب وعِشْرة السنوات. واجِه نفسك بصدقٍ وتَحَمَّلِ التبعات.
اعتبر نفسك أنت المسئول الوحيد واسعَ لإزالة كل خلافٍ، وحارِب لكي تستعيد أجمل ما فات.
لقد كانت زوجتك هذه يوماً ما حلم حياتك، الحلم الذي جاهدتَ من أجل أن يتحقق، السعادة التي أردتها لنفسك، الحب الذي أردته لقلبك، الحضن الذي طالما انتظرتَه، والبسمة التي لم تفارق جفنك، والعطر الفواح الذي ملأ صدرك، والصوت الشجي الذي أيقظ شوقك، والأمل الغالي الذي تعيش لأجله والوعاء الذي يحمل ولدك.

فلماذا تنازلت عن كل ذلك شيئاً فشيئاً؟
وكيف نسيتَ عمرك الذي فات وما تمنيته فيما هو آت؟
أبتلك البساطة تترك السعادة تهرب منك وتعيش تندب حظك العاثر الذي ألقاها في طريقك بدلاً من أن تعيدها إلى أحضانك؟
لقد كنت يوماً النور الذي تراه عيناها، وأغاريد الطيور التي تُطرب أذنَيها، وعطر الورود الذي يملأ صدرها، ونسمات الربيع التي تنعش أوصالها والحب الكبير الذي يملأ قلبها،
فلا ترى أو تسمع أو تشعر في الدنيا بسواك، لا تصدق غيرك، ولا تبصر الدنيا إلا بعينَيك، ولا تطيع من البشر قبلك أحداً.

ترن كلماتك في أذنها فلا تسمع غيرها، وتغمض عينَيها لتتذكر همساتِك فتطرب لها، وتشعر بدفء لمساتك فتغيب في عالمٍ من الجمال والخيال والأحلام،
فكيف وصلت إلى ذلك وقتها؟
ماذا صنعت لها لتستغني بك عن كل الدنيا والناس؟
كيف سيطرتَ على قلبها وعقلها آنذاك؟
وإذا كنت فعلت كل ذلك يوماً ما، فلماذا كففتَ عن الأشياء التي تعلم أنك تستطيع بها الوصول إلى قلبها؟
لماذا تركتَ أسلحتك التي يمكنك التأثير عليها بها؟
لماذا حرمتَها من كلماتك الرقيقة، وهمساتك الناعمة، ولمساتك الحنونة الودودة، ونظراتك الوادعة، ومشاعرك الفياضة؟
أين الورود التي طالما أهديتَها إياها وعبارات الغزل التي أمطرتها بها؟ أين لهفتك عليها إذا تعبَت، وقلقك عليها إذا أصابها همٌّ أو حزنٌ، واهتمامك بها واحترامك لرأيها وكلامها؟ أين ودك المتصل، وحنانك الفياض بلا انقطاعٍ، وتقديرك لتعبها لأجلك ولأجل أبنائك ولو لأبسط جهدٍ؟ أين مساعدتك لها في أعبائها؟ أين مساندتك في أزماتها؟ أين تشجيعك لها في هواياتها المفيدة؟ وأين إعجابك بثقافتها وأخلاقها؟ أين إطراؤك لها على فستان ترتديه أو تسريحةٍ في شعرها؟ أين إشراكك لها في أفكارك، ومشاغلك، ومشاكلك، واستماعك لرأيها ولو لم تأخذ به؟ أين وأين؟ قد تبدو لك كل تلك الأشياء بسيطةً وساذجةً، لكنها وبكل بساطةٍ مفاتيح قلب المرأة وعقلها معاً والتي وصلت إليها يوماً بها. فلماذا عندما تصل وتعرف كل الأسرار وتملك جميع المفاتيح تلقيها وراء ظهرك؟! عد إلى مفاتيحك القديمة وأزِل عنها التراب والصدأ، وحاوِل أن تفتح تلك الأبواب الهشة التي تبدو لك حصوناً صلدةً منيعةً الآن. حاوِل بصدقٍ، وبحبٍ، وبشوقٍ، ولن تصدق النتيجة المذهلة التي ستصل إليها إن شاء الله. لا تنتظر أن تأتي هي إليك؛ فقد تكون هي الأخرى في انتظارك منذ أمدٍ بعيدٍ تعيش على أمل أن تفهمها وتعود إليها، فالحب مثل الرصيد، لا بد أن تضع فيه المزيد لتستطيع أن تسحب منه من جديدٍ. الحب مثل الشجرة الغضة التي لا بد أن نرويَها لكي تحيا وتثمر وتظلل علينا وتحميَنا من البرد والحر الشديد. جدِّد الحب في قلبك، وأحيِي الأمل في صدرك، واسترجع ذكريات الزمن البعيد مع زوجةٍ محبةٍ تنتظر منك الحب والشوق، ومن كل معنى جميلٍ المزيد. ساعدها ساعدها أن تحبك من جديدٍ. انسَ كل إساءاتها إليك كما تود أن تنسى هي كل إساءةٍ منك لها. انسَ كل ثورتها عليك؛ فكل ذلك من وراء قلبها الذي يحبك. انسَ تجاهلها لك، فكل ذلك من ضعفها أمامك. انسَ شكّها فيك؛ فكل ذلك من غيرتها عليك. انسَ كلماتها اللاذعة؛ فخلف كل كلمةٍ منها أحبك... أعشقك... انسَ برودها نحوك؛ فوراء ذلك شوقٌ عارمٌ تمنعه كرامتها، وانسَ شكواها منك، فذلك سببه أملها في رجوع المياه إلى مجاريها بينكما وإن أساءت التصرف. فالمرأة لا تفكر مطلقاً في هدم بيتها، والزوجة المحبة ليس أشد طعنةً في كرامتها من مفارقة زوجها لها أو إهانةٍ لأنوثتها من تفضيل غيرها عليها. تذكَّرْ ميزاتها وانسَ عيوبها. أدِر ذاكرتك على أيامكما الحلوة ولحظاتكما السعيدة سوياً. أحبَّ زوجتك وأعلِن عن حبك لها بكل وسيلةٍ مشروعةٍ لكي تستعيد حبها، وسدِّد سهام الأشواق لكي تملك قلبها ثانية. لا تعتبرها شيئاً مملوكاً لك أو عصفوراً حبيساً ملك يديك؛ لكيلا يضيع الحب أو يطير العصفور بعيداً. لا تجعل للناس سلطاناً على علاقتكما معاً، ولا تشعر بنقصٍ إن دافعت عن حبك، وبيتك، وأحلامك، ولا تنتظر شيئاً من أحد. حاول... حارب... حوِّط على حبك وأحلامك... ليس من غريبٍ عنك، بل من أقرب الناس إليك... نفسك... نصفك الآخر... زوجتك الحبيبة وأم أحبابك.

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

arالعربية