كلام من القلب

كلام من القلب

"مهما كان عدد المرات التي سقطت فيها أو ُطرحت أرضاً ما زال بإمكانك النهوض". غادة عطا

كان دوماً شغفي وحبي للقراءة منذ طفولتي يغريني بالبحث عن الأجوبة للكثير من الأسئلة التي تشغلني وتكبر معي يوماً بعد يومٍ.
وبالنسبة لي دخول كلية الآداب كان نقطة تحول كبيرة في حياتي
فالكثير من الأحداث والخبرات الجديدة في الحياة جعلت تلك المرحلة فصلاً جديداً من حياتي.

رويداً رويداً دراستي للأدب وللدراما صقلت كثيراً من أفكاري ورؤيتي للحياة ودراستي للنقد والتحليل النفسي للشخصيات الأدبية جعلت لدي جرأةً لانتقد الأفكار المطروحة وأضيف وأقبل وأرفض فدراسة نفس الشيء من وجهة نظر ثقافات مختلفة وكذلك تحليل الرؤية والرسالة الخاصة بالمبدع نفسه توسع مجال رؤيتك وإحساسك في الحياة عموماً وليس فيما يخص الدراسة فقط وهو ما جعلني انتقل من النظر للأمور من زاويةٍ واحدةٍ للنقد الموضوعي وتقبل الرأي والفكر الآخر.

كما أن دراسة التطور الحضاري اللغوي لشعوبٍ أخرى كانت تبدو مبهرةً في نظري حينها جعلني أعيد التفكير كثيراً لكيلا أسرف في الانبهار والقبول ولا في الرفض وأن أحاول أن أصنع رؤيتي الخاصة وموقفي الذي أؤمن به.

- قررت أن أتعلم أكثر عن الحياة وأطرق أبواباً جديدة للتعلم واقرأ في مجالاتٍ مختلفة لأبحث عن شغفي وعما يثير اهتمامي لدرجة أن الأمر كان عشوائي جداً في البداية لأنني لم أكن أعرف من أين يجب أن أبدأ بالتحديد لكنني عشت التجربة واستمتعت بكل التخبط بينما كتابٌ يعلو بهمتي وكتابٌ يربك أفكاري ويشوشها وكتابٌ آخر أغلقه بعد عدة صفحات وكتابٌ غيرهم يمثل لي اكتشافاً يترك في قلبي بصمة.

- قادتني قدماي لمكتبة الجامعة حيث وجدت كنوزاً زاخرة وأشخاصاً يعينونني ويفتحون لي أبواب الفهم على مهلٍ.
بدأت أقرأ الكثير من الروايات الأدبية والقصص القصيرة ففتحت شهيتي على المزيد واستفدت من قراءة الفلسفة والتاريخ بتعمقٍ أكبر ومعهما زاد شغفي بالبحث في الحضارات وفي تطور الأمم.

زادت لدي الأسئلة وكل سؤالٍ كان يقود لسؤالٍ آخر حتى وجدتني أفتح أبواباً كثيرةً لأتعرف على ذاتي ولأفهم ماذا أريد أكثر من كوني أتعلم.

حينها لم أكن أسير وفق خطةٍ أو أعلم ماهي الخطوات الصحيحة الواضحة وأين أريد أن أصل فقط كنت أتعرف لذاتي.

-وجدت ضالتي في المكتبة العربية حيث المؤلفات الغزيرة والأدب والفكر والمؤلفات الرائعة للكثير من عباقرتنا ولأنني كنت أميل للكتابة حاولت وحاولت أن أقرأ الشعر ودواوينه لكنني لم أجد نفسي فيه على الاطلاق لكنني وجدت أخيرا ًما أفتش عنه.
فأنا دوماً كنت أبحث عن نوعٍ آخر من الكتابة يناسبني وميلي الأدبي حتى وجدت مجموعة (وحي القلم) للكاتب والمفكر مصطفي صادق الرافعي.

غمرت قلبي الفرحة وتنفست الصعداء بينما أمسك بجزئه الأول وكأنني أخيراً وجدتها فقد كان الرافعي يكتب المقال القصير
وكانت مجموعة (وحي القلم) عبارة عن مقالاتٍ أدبيةٍ ونثراتٍ فكريةٍ متنوعة وهذا بالضبط ما كنت منذ سنوات أبحث عنه وأتمنى لو أعبر عن نفسي به واختاره لوناً أدبياً خاصاً بي
وبعدها وجدت المزيد مما أبحث عنه لدى كتاب عظامٍ آخرين.

وجود كاتبٍ ثري الثقافة يستخدم هذا اللون من الكتابة كان بمثابة نقطة انطلاقٍ حقيقية بالنسبة لي فكانت بداية اختياري مساراً واضحاً في الكتابة حيث بدأت اكتب مقالاتٍ فعلياً سنة 1997 بينما ما قبل ذلك كان مجرد محاولاتٍ على استحياءٍ.

- تلك البصمات الأولى تبقى بداخلنا حقاً وقد كان لباب عبد الوهاب مطاوع ومقالات أحمد بهجت وكتب المفكر والكاتب العبقري مصطفي محمود وغيره من الرائعين بصمتها الفكرية وتأثيرها على مشاعري فقد أعطتني بعداً أعمق لأحاسيس وأفكار وتجارب الناس وجعلتني أكثر شغفاً أن أتعرف عليها وأكون معرفة وفهماً أكبر لهم لذلك مع أولٍ يومٍ لدراستي في دبلوم التربية قررت أن تكون وجهتي للتعلم بشكلٍ أعمق هي علم النفس والفلسفة بجانب دراستي فقد كان يشغلني جداً كيف نضع كليهما في إطار الدين والأخلاق ونستثني الأفكار والفلسفات الهشة التي تهوي بإنسانية الفرد وتدفعه للشك والضياع فنحولها لتصبح معيناً لا عائقاً ومشتتاً عن الحياة.

-الكثير من الحيرة والتساؤلات دفعتني لأبحث عنها في أمهات الكتب وتفسير القرآن العظيم وكتب السنة وحقاً شعرت بالطمأنينة والأمان ووجدت معانٍ أعمق بكثير لكل ما حولي واستمعت بدراسة الأحاديث النبوية وفهمها.

الكثير من الارتباك في خطواتنا والوجع في طريقنا يتلاشى أمام إدراكنا أن الحياة اختبارٌ كبيرٌ وأن كل خطوةٍ وكل كلمةٍ وكل فعلٍ نفعله يمكن أن يساعدنا حينما نصلح نوايانا لنجتاز الاختبار
بلطف الله بنا وكرمه وستره علينا.

-مع دخولي لمعترك الحياة العملية أصبحت أجد شغفاً يتشكل بداخلي نحو دراسة العلاقات وتواصل البشر وواصلت القراءة فيه والتعلم لسنواتٍ وحصلت على العديد من الدورات التدريبية المكثفة والمتنوعة في هذا المجال حتى تكونت لي خبراتي ومعارفي التي أقدمها منذ سنواتٍ في هذا المجال.

مع دخولي إلى مجال الحياة العملية ، وجدت شغفًا نشأ بداخلي تجاه دراسة العلاقات والتواصل الإنساني ، واستمريت في القراءة والتعلم لسنوات ، وتلقيت العديد من الدورات التدريبية المكثفة والمتنوعة في هذا المجال حتى حصلت على الخبرات والمعارف التي قدمتها لسنوات في هذا المجال.

ومع مروري بأوقاتٍ تهبط فيها همتي أمام الاحباطات والضغوط بدأت أشعر أنني بحاجةٍ لشحن طاقتي وهمتي ومن هنا بدأت نقطة جديدةً في حياتي.
في البداية كنت أحاول أن أساعد نفسي لأحافظ على التوازن بداخلي ولأتخذ خطواتٍ مهمة في حياتي ومع الوقت لم يعد تركيزي فقط أن أحفز نفسي وأعيدها لمسارها ولكن كذلك لأحفز غيري وأشحن طاقتهم وأساعدهم ليكونوا أفضل نسخةٍ مما يتمنون.

كان للتدريس والتعامل مع الأطفال تأثيرٌ كبيرٌ على اهتمامي بالتركيز على جانب القيم والأخلاق في حياتنا وكيف نحوله لواقعٍ نعيشه صقله حبي للتحفيز وشغفي بفهم التواصل والعلاقات.
ومع الوقت شعرت أنني بحاجةٍ لتجميع قطع البازل المتفرقة وتحويل معارفي وخبراتي ودراستي لقيمة أوصلها للآخرين ومساعدة أضيفها لمن حولي فتحولت من الكتابة كهوايةٍ تشبعني ذاتياً لاحتراف الكتابة.

-ظل لدي تخوفٌ وترددٌ كبيرين وانتظرت سنواتٍ لأكون جاهزةً لأعلن عن نفسي ككاتبةٍ لكن السنوات مرت وأنا انتظر الأفضل والتحسن حتى وجدت أن الأفضل لن يأتي سوى بخوض التجربة والتعلم من الخطأ واجتياز الصعوبات فأغمضت عيني عن كل مخاوفي ونشرت كتابي الأول (كيف نملأ بيوتنا بالحب)
بعد ترددٍ وانتظارٍ طويلٍ جداً في 2014.
فكانت هذه نقطة انطلاقي نحو الكتابة ومع الاستمرار كانت التجربة تتحسن وخبرتي تزيد وتجرأت بنشر كتابي التالي
(نعم تستطيع) الذي ظل حبيساً في الأدراج لسنواتٍ هو الآخر في 2015.

توالت كتبي بعدها والحمد لله ولا زلت أنقحها وأحسن فيها طبعة بعد طبعةٍ واكتشفت حينها أن الدروس والأفكار وحدها لا تكفي حتى تخوض التجربة وتبدأ السباحة وسط الأمواج وتتعلم كيف تتجاوز لحظات الخوف وتتفادى الضربات الموجعة.

-اكتشفت حبي للاستمرار في التدريس ولكن في تلك المجالات التي كونت فيها خبرة ودراسة طويلين في مجالي العلاقات والتحفيز ودرست بالفعل دورات متعمقة في التدريب شجعتني
وساعدتني لأتواصل أكثر مع الناس من خلال ندواتٍ ومحاضراتٍ.
رغبتي في توصيل رسالتي بشكل أكبر للناس جعلتني أتجاوز مخاوفي وادخل مجال التدريب على تطوير الذات والتفكير الإيجابي وتحسين العلاقات.
حصلت على شهادات مدرب معتمد من مصر ومن المملكة العربية السعودية وأتممت العديد من الدورات المكثفة في مجالي.

-دوماً كان يراودني شغف المساعدة الشخصية لكل شخصٍ لتحسين علاقته بشريك حياته ولتحسين جودة حياته لذلك درست الكوتشينج والذي اعتبر دراستي له من أغلى الأشياء على قلبي لأنه يقربني أكثر من نفسي ومن فهم الآخر ومن التخلي عن حكمي على أي شخصٍ بل مساعدته لينطلق من مكانٍ هو فيه بمعتقداته وأفكاره ومشاعره الحالية لمكانٍ جديدٍ يريده لنفسه ويقرر فيه لنفسه قيماً ويختار أفكاراً ويغير معتقداته ويفهم مشاعره أكثر.
-بالنسبة لي فإن رحلة التحول الشخصي والتغيير الإيجابي
هي الأمتع على الاطلاق حينما تجد إنساناً ينجز وينجح في رحلته وأنت تشاركه رحلة التغيير وتساعده ليكملها بينما ينمو وعيه بالتدريج.

-وبرغم أن الدراسة للكوتشينج كانت طويلة ومرهقة وستحتاج معها دوماً لتعلم المزيد لتحسين نفسك في هذا المجال لكنها تنمي بداخلك الكثير على مهلٍ وتساعدك أنت الآخر لتنمو وتطور من نفسك.
والحمد لله حصلت من الاتحاد العالمي للكوتشينج على درجة
Accredited Associate Coach

-دراسة علم النفس الايجابي لا تغير طريقتك في التعامل مع الأمور فحسب بل تغير كذلك نظرتك للآخرين وتعطيك الثقة بنفسك وبهم وتلهمك كيف تساعدهم ليطوروا من أنفسهم.
-على مدار سنواتٍ حضرت الكثير من الدورات واستمعت للكثير من الخبراء والموجهين الذين تعلمت منهم بعدد ساعاتٍ يزيد على الخمسمائة ساعة تدريبية.
اختلف وعيي مع كل دورةٍ تدريبية التحقت بها وشعرت أني أتخطي الكثير من مخاوفي وأجد ذاتي والآن أتذكر تلك الأوقات الرائعة والفرص العظيمة للتعلم وأعتز بها وبكل من علموني.

*اذكر من تلك الدورات الغالية على قلبي:

  • -دورة سيادة النجاح (45ساعة تدريبية).
  • -دورة تدريب المدربين المستوى المتقدم (90ساعة تدريبية).
  • -دورة سيادة النجاح (45ساعة تدريبية).
  • -دبلوم الارشاد الأسري (36ساعة تدريبية).
  • -دورة كوتشينج المعتمدة من الاتحاد العالمي للكوتشينج (75ساعة تدريبية).
  •  Certified transformative coach

-صدقاً فإنك مع كل رحلة تعلمٍ جديدة تشعر أن المشوار لا زال أمامك طويلاً جداً لتتعلم وأنك لم تصل بعد شيئاً ومهما حاولت سيكون هناك الكثير الذي تجهله والكثير الذي تتمنى أن تتعلمه وترجو الله أن يوفقك إليه.

-ومع استمراري في رحلة التعلم قدمت دورات في فنون التواصل وتحسين العلاقات والتفكير الإيجابي.
-وبفضل الله أقدم استشارات في مجال العلاقات الزوجية كما أقدم جلسات كوتشينج فردية في مجال العلاقات وتحسين جودة الحياة.
شكراً لكم ولتلك الفرصة التي منحتموها لي ولهذا الوقت الغالي الذي أعطيتموني بينما تتمون كلماتي تلك.

"أصعب المعارك في الحياة هي معركةٌ يخوضها الإنسان مع نفسه ليقومها فيغلبها تارةً وتغلبه أخرى لكنه يحاول ويحاول حتى يرغمها على الخضوع لعقله وأخلاقه ومبادئه." غادة عطا

المقال السابق

القادم بوست

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

arالعربية