المرأة في الإسلام
لقد كانت المرأة في الحضارات القديمة مجرد سلعةٍ تباع وتشترى
دميةٍ في يد الرجل يلهو بها كيفما شاء، بل إنها كانت رمزًا للشر
وكائنًا حقيرًا لا معنى له ولا قيمة لعقله وتفكيره، وقيمتها الوحيدة
كانت تنحصر في احتياج الرجل لها لتفريغ رغباته وشهواته،
بل هناك بعض الحضارات كانت تفرض على المرأة الزواج في الطفولة لتتعود الوفاء لزوجها، حتى إذا مات قتلت نفسها وراءه
كما لو كانت شيئًا يملكه وليست بشرًا من لحم ودم.
-كانت المرأة في الحضارة الأوروبية في القرون الوسطى جزءًا من متاع الرجل يتلهى به عندما يريد، دون زواجٍ مشروعٍ ودون حقوقٍ كثيرةٍ.
بل كان تعليم المرأة سبة عند الإنجليز، وكان الألمان هم أصحاب مقولة (إن خزائن ملابس المرأة هي مكتبتها)
ورأى الفرنسيون أن المرأة يجب أن تحبس بين جدرانٍ أربعة؛
لأن الثقافة السائدة في تلك الحضارات لم تكن تحترم المرأة
أو تعتبر لها كيانًا وقيمة.
-لم تكن المرأة العربية أفضل حالًا قبل الإسلام، فقد كانوا يعتبرون البنات عارًا ويسعون لوأدهن خوفًا من سبيهن في الحروب والنزاعات بين القبائل قبل البعثة النبوية.
-كانت المرأة تعيش تحت قيود الذل والمهانة في الكثير من الحضارات، في الوقت الذي تصدرت فيه المرأة دورًا بارزًا في تاريخ الحضارة الإسلامية وبلغت شأوًا بعيدًا في العلوم وفي الحياة كلها.
فلها حقوقٌ، وعليها واجباتٌ، كما أن للرجل حقوقًا، وعليه واجباتٌ،
وهما أمام الله في العمل والأجر سواء
سواء (من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
سورة النحل الآية 97
فكانت هناك المرأة المتعلمة والمعلمة والمجاهدة، وغير ذلك من الصور المشرفة للمرأة التي لم تصل إليها واحدةٌ من أبناء الحضارات القديمة.
لم تصل المرأة لذلك، ولم تخرج من الاضمحلال والامتهان الذي كانت تعيشه سوى بتشريع الإسلام، كما لم ينهض الرجال ولم يرتق المجتمع، ولم يظهر العرب على حضارات العالم أجمع قديمها وحديثها
سوى في ظل الإسلام وتشريعاته وأوامره ونواهيه.
فقد أصبح للمرأة عقلٌ وعلمٌ وحقوقٌ، كما أن للرجل عقلًا وعلمًا وحقوقًا.
لم تعد شهوات البشر هي التي تحكم حياتهم
بل هناك سيدٌ على تلك الشهوات هو الدين والعقيدة.
أصبحت لها كامل استقلاليتها المادية وميراثها الشرعي،
ودخلها خاصٌ بها، كما لها كامل الحق في اختيار الزوج
أو حتى الانفصال عنه، والحق في طلب العلم والتعليم.
كما كرم الإسلام المرأة أمًّا الجنة تحت أقدامها، وزوجةً يحسن إليها زوجها ويرعى حقوقها، وأختًا يصل رحمها، وبنتًا تكون بابًا للجنة
لمن يحسن إليها ويكرمها في تربيته لها.
فمنهج الإسلام يوازن بين العقل والمشاعر الإنسانية، ويوازن بين متطلبات النهوض بالمجتمع وبين حدود العلاقات الإنسانية
بين أفراده الذين يكمل بعضهم بعضًا.
- هناك من يحاولون للأسف أن يرتدوا بالمرأة في بلاد الإسلام إلى عصور الجهل والجاهلية، ويحاولون أن يلغوا عقليتها ويسفهوا كينونتها ويجعلوها مجرد متاعٍ للرجل يستمتع بها دون كرامةٍ أو احترامٍ لذاتها، ويحاولون أن يصبغوا أفكارهم المتخلفة بعباءة الإسلام ويلبسوها على الأفهام بمسوح الإيمان والتقوى.
لقد تعلمت المرأة وشاركت الرجل في بناء حضارةٍ إسلاميةٍ، وكل تكليفٍ لمسلمٍ هو تكليفٌ للمرأة والرجل على السواء، وتعاليم الإسلام واضحةٌ
لا لبسَ فيها ولا غموضَ في كل ما يخص المرأة والرجل.
فالحلال هو كل ما أحله الله ورسوله، والحرام هو ما حرمه الله ورسوله، وليس هناك في شريعة الإسلام ما يعوق المرأة من أداء أدوارها،
أو يحرمها من الارتقاء بمستواها فكريًّا وعمليًّا.
فلماذا يسعى البعض للتقليل منها ويخلطون الأمور؟