الصفح
إذا شعرت أن قلبك قاسٍ على أحد من الناس
أو أنك لا تستطيع أن تنسى إساءةً
فاذهب لزيارة قبور الأعزاء على قلبك
واستشعر ماذا كنت ستفعل إن عادوا إليك؟
هل إن رأيت عزيزاً عليك أمامك
كنت ستقضى وقتك معه في عتابٍ أو لومٍ؟
هل كنت ستذكر له إساءةً أو إهانةً؟
تذكر من تتمنى لو تدب فيه الحياة من جديدٍ أو حتى يسمعك ويشعر بك لتخبره أنك تسامحه وتحبه ولا تحمل له ضغينةً.
وتذكر من تتمنى لو يعيش لحظةً واحدةً
ليخبرك أنه يسامحك ويغفر لك.
تذكر لو كان بين يديك الآن كيف كنت ستضمه إليك
وتطلب منه الصفح والعفو وتصفح أنت وتعفو وترجوه ألا يضيع ما بقيَ من العمر في خصومةٍ وعذابٍ وأحزانٍ.
العمر أقصر من أن نقضيه في عذابٍ
ومن أن نضيع فيه لحظةً لا نحب فيها بعضنا البعض
ومن أن نخسر لمحةً نكره فيها أو نحسد أو نحقد
ومن أن تتسرب من بين أيدينا غمضةً
لا نقضيها في ذكر الله والتعاون على البر والتقوى.
إن الحب هو الدواء الذي تحتاجه قلوبنا لنبقى مطمئنين
والصفح هو أول عتبات حياةٍ مطمئنةٍ خاليةٍ من الهموم
فأنت عندما تصفح ترتاح
وتنسى أحزانك التي تعكر صفو حياتك.
حاجتك للصفح تكبر كلما زادت أوجاعك لتتخلص من ثقل الهموم على ظهرك بينما تمضي في مشوار حياتك.
لن يعيد الصفح لك قلبك خالياً من ندبات الماضي
لكنه سيفتح لك باباً لتدخل للغد دون أثقالٍ تكسر همتك
وتوقظ أوجاعك كل حينٍ.
قد لا يعيد لك الصفح الناس لمكانتهم في قلبك
لكنه قد يسمح لهم بالبقاء في حياتك
أو على الأقل يمحو آثار الوجع فلا يتمكّن الماضي القاسي منك.
عندما لا تحمل في قلبك غلاً ولا حقداً نحو أي إنسانٍ
ينشرح صدرك للحياة وتنير روحك بالحب والإيمان
وتمتلئ نفسك قوةً وعزماً وثقةً.
فالأقوياء فقط هم من يفهمون معنى الصفح والعفو عند المقدرة.