الزواج مشاركة
الزواج ليس صفقةً يبحث كلٌ من الزوجين عن أرباح أكثر فيها،
بل هو عشرةٌ بالمودة والرحمة، ومشاركةٌ في حلو الحياة ومُرّها،
ومساندةُ كليهما للآخر في الأوقات الصعبة هي ما تقوِّي
الروابط بين الزوجَين وتجعل كليهما يتمسك بالآخر ويثق به
ويشعر معه بالأمان والطمأنينة.
والزوجة الأصيلة هي مَن تكون بجوار زوجها في صفو الحياة
وصعبها، تؤازره وتشجعه وتشاركه وتفرح بكل شيءٍ بسيطٍ
يقدمه لها شريك حياتها، فتُدخل السرور على نفسه،
وتملأ بالرضا بيتَها، فإن مرت بهما ضائقةٌ كانت عونه وسنده
التي لا تضجر ولا تتخلى عنه حتى يعبراها بسلامٍ.
عندما تقررين اختيار زوج لا تشغلي بالك بالمظاهر الاجتماعية؛
لأنها لن تصنع سعادةً ولن تجلب استقراراً إن لم يكن الإنسان
الذي اخترتِه طيِّباً في معاملته لكِ ويخاف الله فيكِ،
ولا تطلبي ما فوق إمكاناته ما دمتِ قد ارتضيتِ خلقه ودينه.
الماديات لا تعني شيئاً في استقرار البيت،
ولا تستطيع أن تمنحكِ حباً، وسعادةً، وأماناً مع شريك حياةٍ
إن لم يكن حَسَنَ الخلق، وودوداً ورحيماً بك،
فكل شيءٍ يمكن تعويضه أو حتى التخلي عنه إلا حسن المعاملة
والألفة بين زوجَين كلاهما يحترم الآخر ويقدِّره.
تلك البيوت الدافئة التي تغمرها السعادة لا تُبنى بمعسول الكلام فقط،
لكن بالحب، والود، والصدق، والتضحيات المتبادَلة، والاحترام.
وبرغم احتياج الزوجَين إلى كلمات الحب الجياشة،
إلا أن الكلام الجميل وحده لا يكفي ليشعر الزوجان بالرضا والأمان،
فالإخلاص، والتفاني، والاهتمام، والحرص على إنجاح العلاقة الإنسانية
يَظهر في كل ما يقدمه شريكا الحياة بعضهما لبعض.