ذكريات للبيع
.يقررون ان يتخلصوا من كل حياتهم القديمة
يتصورن ان في البعد راحتهم وفي الهجر سلامتهم ويرون في النسيان سلوتهم.
الماضي هو الوحش المفترس الذي يركضون بعيدا عنه بكل قوتهم.
ولا ينظرون ولو للحظة خلفهم لكيلا يلحقهم
يفزعون من كل ما قد يذكرهم بالماضي او يشتمون فيه اثر الذكري.
هم يرون ان كل ما يربطهم بالامس يعطلهم عن تلك الحياة الجديدة التي يرسمونها ويسعون لها باقصي طاقتهم
يتنازلون بمحض ارادتهم عن كل شئ
ذكرياتهم احلامهم حنينهم وكل من كانوا معهم بالامس
لا داعي لوجود صديق يري في وجهه ذكري
ولا داعي لكل ما يذكرهم بالامس البعيد جدا
ولا داعي لكل ما يوقظ الحنين او يلهب الذكري
لا داع لعطر فقد بهاءه يفوح من كراريسهم
ولا داع لتلك الزهور المخبئة في دفاترهم القديمة
يحتفظون بها في صندرة قديمة تليق بكل ما هو قديم ولا حاجة له بعد الان.
يضعونها بجانب تلك الصناديق القديمة التي سبقهم غيرهم بوضعها وها هي تعج بالذكري وتفوح بالحنين كما الانين كل حين
غير انه لا احد يلتفت او يسمع أنين الدمي والصور ولا اخد يقرأ الدموع والوجع في تلك الدفاتر البالية .
تمر الايام ويعيشون تلك الحياة التي اختاروها ويكملوا الرحلة التي بدأوها
ويظلون يلهثون ويهرولون بلا توقف حتى يوقظ الحنين مارد الذكري من سباته وتنفض غبار الايام عنه فاذا بالحنين يغدو انينا.
يهرولون للبيت القديم يبحثون عن انفسهم .. عن حقيقتهم .. عن مشاعرهم ..
عن قلوب حقيقية تمنحهم حبًا حقيقيا بلا غرض ..
عن اشخاص حقيقيين .. عن اصحاب يصدقونهم ويهتمون بهم اهتمامًا حقيقيًا
فاذا بالبيت القديم وقد صار ركاما ضاعت تحته ملامح ذكرياتهم واذا بدفاتر العمر وقد استحالت رمادا
لم يبق منه سوي قصاصات تشي الحزن وتنزف الامل الذي صار يتسرب عطره ويفوح في المكان أنينًا.
عندما تتوه الاقدام وتضل الطريق وتنسي من انت ومن اين جئت
ولا تعرف الي اين انت ذاهب لن تميز الرخيص من الثمين
ولا الجواهر التي تعانق الثريا من الثري الذي يجب ان تطأه الاقدام.
لن تعرف الحقيقي من المزيف ولا الحب من شبه الحب ولا الاصحاب من اشباه الاصحاب
ولن تستطيع ان تميز الطريق الذي يجب ان تسير فيه من السراب الذي يجب ان تهرب منه
وتفر بذاتك وحقيقتك وذكرياتك.غاده عطا